في يوم من الأيام جاءت امرأة إلى رجل مشهور بالحكمة والرأي السديد, وقالـت له: أريد أن أسألك سؤالاً.. فقال لها الحكيم: تفضلي ..., فقالت له المرأة: أليس الله عادلاً في كل الأمور, فأجابها الحكيم: هذا الأمر لا يختلف عليه اثنين, لأن العــدل من أسمائـه الحسنى..ولكن لماذا تسألـين هذا السؤال؟؟
فأجابته المرأة: أنا امرأة فقيرة توفي زوجي وقد ترك لي ثلاث بنات صغيرات, وإني أعمل بالغزل حتى نأكل أنا وبناتي, فلما كـان أمس وضعت الغزل الذي أنجزته في خرقة حمراء, وقررت الذهاب إلى السوق لأبيع الغزل فنأكل أنا و أطفالي, وعنـدما كنت في الطريق إلى السوق, إذا بطائر انقض عليّ وأخذ الخرقة التي فيها الغزل وذهب, وبقيت حزينة محتارة في أمري ماذا أطعم أطفالي الجياع..
وبينما كانت المرأة تحكي قصتها للحكيم, إذا بالباب يطرق ويدخل عشرة مـن التجار كل واحـد بيده مئة دينار, فقالوا للحكيم: نريد منك أيها الشيخ الجليل أن تعطي المال لمستحقه. فقال لهم الحكيم: ما قصة هذا المال؟ فقالوا: كنا في البحر نريد التجارة وإذا بالرياح تهيج, وأشرفنا على الغرق فإذا بطائرألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسددنا به عيب المركب, ونجونا بفضل الله... ونذرنا أن يتصدق كل واحد منا بمائة دينار وهذا هو المال بين يديك فتصدق به على من أردت.
فالتفت الحكيم إلى المرأة وقال: أمازلت تشكين في عدل الله وهو الذي يريد أن يرزقك أضعاف ما كنت تريدين لو بعت غزلك في السوق, وأعطاها الألف دينار و قال لها: أنفقيها على أطفالك.